05 نيسان 2016

اللجنة الدولية للصليب الأحمر - العراق: أرض الألغام ماضياً وحاضراً

عشية اليوم الدولي للتوعية بالألغام (4 نيسان/أبريل 2016)، تسلط اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) الضوء على المخاطر التي تهدد المدنيين والناجمة عن الألغام المضادة للأفراد والذخائر غير المنفجرة في العراق – وهو واحد من عدة بلدان يجري فيها زرع ألغام جديدة.

يعيش العراقيون مع المخاطر الدائمة لمخلفات الحروب السابقة القابلة للانفجار فضلاً عن تلك التي يخلّفها النزاع الحالي.

وبالنسبة لآلاف الرجال والنساء والأطفال الذين يقررون الفرار من العنف، فإنهم يخاطرون فعلياً بحياتهم وأطرافهم بينما يعبرون التلال والجبال المزروعة بالألغام والذخائر غير المنفجرة من قبل القوات المنسحبة.

ويقوم الأفراد العسكريون العراقيون بتفتيش أمني لأولئك الفارين للتأكد من أنهم مدنيون. "هناك مئات الأسر في الحويجة يهربون باتجاه العلم ومنطقة تكريت والدور. ونقدّم لهم الغذاء والماء وندقق في هوياتهم".

هذا الرجل فرّ من الحويجة التي يقول إنّ الحياة فيها لا تطاق.

"لقد سنحت لنا الفرصة للهرب عبر جبال حمرين. استغرقت رحلتنا 13 ساعة للوصول إلى هنا. وكانت طريق خطرة جداً. جميعنا منهكون، ولكن لم يكن لدينا أيّ خيار سوى المجازفة".

ليس أمام هذه الأسر أيّ سبيل للعودة إلى الوراء، ولا يمكنهم سوى التركيز على متابعة تقدمهم إلى مناطق أكثر أماناً.

وحتى عندما يُعلن أنّ مدينة، مثل الرمادي، هي مدينة آمنة، يُحجم الناس عن العودة بسبب الذخائر غير المنفجرة.

وتقول السيدة كتارينا ريتز، رئيسة بعثة اللجنة الدولية في العراق، إنهم "عندما يودون العودة إلى ديارهم بعد النزاع في مدينة أعيدت السيطرة عليها وأعلن بأنها آمنة مثل الرمادي أو سنجار، فإنهم يواجهون خطراً إضافياً يتمثل في كونها قد تلوثت بصورة كبيرة جداً وجرى زرع ذخائر غير منفجرة وألغاماً، مما يتطلب وقتاً طويلاً جداً لتنظيفها".

اللجنة الدولية، المنظمة الإنسانية الدولية الوحيدة في الرمادي، كان عليها أن تغلق مكاتبها في المدينة في نيسان/أبريل 2015 بسبب القتال الدائر في مناطق مجاورة. واليوم، يقوم فريق العمل الخاص بالتلوث بالأسلحة بالتفتيش عن الأشراك الخداعية والذخائر غير المنفجرة بغية إعادة فتح المكتب.

وعلى الرغم من إغلاق المكتب في الرمادي، قدّمت اللجنة الدولية المساعدة إلى 150,000 شخص في المناطق النائية لمحافظة الأنبار في 2015.

ترحّب اللجنة الدولية بالتقدم الذي أحرز منذ دخول اتفاقية حظر الألغام حيز النفاذ في 1997. فمنذ عشرين سنة، كان يُقتل ويُشوّه حوالي 20,000 شخص جرّاء الألغام المضادة للأفراد. وتقلصت أعداد الإصابات هذه الأيام إلى 3,500. بيد أنّ المنظمة تقول إنّ المزيد من الدول لا تزال بحاجة للتصديق على الاتفاقية والوفاء بالتزاماتها بعدم زرع المزيد من الألغام وبإزالة الألغام المزروعة سابقاً.

بالفيديو : http://www.icrcvideonewsroom.org/open.asp?ID=230&language=ARA

قراءة 4222 مرات